أصدرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تقريرها الفصلي الذي
يوضح الملامح المناخية والظواهر الجوية التي أثرت في أجواء المملكة خلال الثلاثين عاما الماضية
وفصل الصيف خلال الفترة من 21 يونيو إلى 22 سبتمبر 2011 م، الموافق 19 رجب إلى 24 شوال
1432 ه لهذا العام. وأوضحت الرئاسة أنه خلال شهر يونيو من كل عام تسقط أشعة الشمس
عمودياً على مدار السرطان "23.5 درجة على خط الاستواء" إيذاناً ببدء فصل الصيف مناخياً في نصف الكرة الشمالي ,حيث إن هذا الخط يتواجد على أواسط المملكة فإن كمية الأشعة الشمسية الساقطة
تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على معظم مناطق المملكة ما يؤدي إلى انخفاض معدل الضغط الجوي.
وأشار التقرير إلى نشوء المنخفض الحراري على شبه الجزيرة العربية المتصل بامتدادات منخفض
الهند الموسمي الذي يمتد شمالا وغرباً حتى يصل إلى شرق البحر المتوسط ، ومن ضمن خصائص
هذا المنخفض أن درجة حرارة كتلته الهوائية شديدة الحرارة وجافة وتنعكس درجات الحرارة المسجلة في هذا الفصل على مناطق المملكة حيث تتراوح العظمى بين 44 إلى 49 درجة مئوية وقد تصل إلى 51
درجة مئوية خاصة على شرق المملكة ،حيث بلغت درجة الحرارة العظمى المسجلة على محافظة
جدة بلغت ( 52 درجة مئوية), وفي الأحساء وحفر الباطن (51 درجة) في شهر يونيو2011م. وصنف التقرير الجزء الأول من هذه الفترة ب "الصيف الجاف" حيث تسود الرياح الشمالية الجافة والحارة التي تنشط على فترات ما يؤدي إلى عواصف ترابية شديدة تبلغ ذروتها وسط النهار تفاعلاً مع امتداد المرتفع الجوي المتمركز شمال غرب المملكة وما ينشأ معه من فروقات في قيم الحرارة والضغط على مناطق شرق ووسط المملكة. وبين التقرير أن مناطق غرب المملكة تتأثر بالرياح الشرقية "السموم" التي تهب بين فترة وأخرى وتكون جافة وشديدة الحرارة ومحملة بالغبار ، أما الجزء المتبقي من الفترة المذكورة وحتى نهاية فترة الصيف فيمكن أن نطلق عليه "الصيف الرطب" على السواحل من آخر يوليو وحتى نهاية شهر سبتمبر، ويتميز بارتفاع في الحرارة والرطوبة
التي تستمر بشكل متكرر ، مشيرا إلى أنه عندما تسود الرياح الشرقية الخفيفة والمعتدلة أحياناً
على المنطقة الشرقية والمحملة ببخار الماء فإنها تكون مرهقة بشكل كبير بسبب ارتفاع درجة
الحرارة وتسمى برياح "الطوز" . وأكد التقرير أن هذا الفصل لا يخلو من نفحات لطيفة تجعل من
مرتفعات عسير، الباحة، والطائف منتجعا يقصده سياح المملكة ودول الخليج حيث تصل درجات
الحرارة إلى16 درجة مئوية وربما تتدنى إلى 10 درجات كما سبق وسجلت في أبها عام 1994م
وإذا أضفنا إلى ذلك تضاريس الجبال وتواجد الجبهة شبه المدارية "ITCZ" والمحملة بكميات كبيرة
من بخار الماء وتحركها شمالا لتصل إلى أقصى مدى لها على منطقة المدينة المنورة وتتسبب
هذه الأمور مجتمعة في هطول الأمطار تكون غزيرة في بعض السنوات وقد سجلت أعلى
كمية هطول في هذا الفصل على خميس مشيط "146ملم",أبها"112ملم" ،
الطائف"143ملم" عام 1992م مع نشاط في الرياح السطحية الهابطة والتي وصلت
في جازان إلى110عقدة في الأول من أغسطس عام 1991م. وفي الوقت الذي تتوقف
فيه الأمطار على منطقة شرق المتوسط تماماً، يمتد تأثير الجبهة شبه المدارية حتى
منطقة المدينة المنورة
إذ هطلت عليها كمية 6ملم من الأمطار والرياض 9ملم، في يوليو عام 1978م ، أما
مكة المكرمة فقد سجلت تقارير الرئاسة أعلى كمية هطول لها عامي 1992و1998
نحو40ملم خلال شهر يوليو.